نظرية مؤامرة "جهاد الحب" في الهند
النزاع الكبير بين المسلمين والهندوس ولّد نظرية المؤامرة الهندية :جهاد الحب"
مع مرور الوقت، تكتسب نظرية المؤامرة "جهاد الحب" المعادية للإسلام في الهند أهمية متزايدة، ففي العام الماضي، أصدر رئيس الوزراء ولاية "أُتر براديش" -وهي أكثر ولايات الهند اكتظاظاً بالسكان- السيد/ " يوغي أديتياناث" تحذيراً لجميع المسلمين في البلاد الذين يحاولون تغيير ديانة النساء غير المسلمات إلى الإسلام عن طريق الزواج منهن، ويأتي هذا التحذير بسبب حكم قضائي لمحكمة عليا يتعلق بالزواج بين الأديان المختلفة في الهند.
كما أصدرت عدة ولايات يحكمها حزب الشعب الهندي الهندوسي "بهاراتيا جاناتا" بزعامة "نيراندرا مودي" عدة قوانين وتشريعات تضيق الخناق على الزواج بين مختلف الأديان، وهذه القوانين تسمى بالعامية الهندية قوانين "جهاد الحب".
ما هو "جهاد الحب"؟
نظرية المؤامرة التي رسختها بعض المجموعات اليمينية المتطرفة في الهند تنص على أن الأصولية الإسلامية في الهند قد ابتدعت "جهاد الحب" والذي كان يسمى في الأصل "جهاد روميو" لهدف تغيير عقيدة النساء المسيحيات والهندوسيات إلى الإسلام عن طريق الحب أو الخداع أو الحيلة أو الحب الكاذب أو الزواج القسري.، وبالتالي زيادة عدد المسلمين على عدد الهندوس.
هذه النظرية في الواقع لا أساس لها من الصحة، ففي الأعوام 2009 و2010 و2012 و2014 فُتحت تحقيقات رسمية بخصوصها ولم تثبت أي دليل على أي نشاطات من هذا القبيل، وهي بالتالي فكرة تحاكي أو تشبه نظريات المؤامرة التي وُضعت لتهجير العديد من الشعوب حول العالم.
نشأة مصطلح "جهاد الحب"
في العام 2009، أصبح مصطلح "جهاد الحب" أحد أهم مصطلحات الخطاب العام عندما أصبحت الجماعات الهندوسية في ولاية كارناتاكا الهندية والهيئات الكنيسية الكاثوليكية في ولاية كيرلا الهندية، تشتكي من توجه الآلاف من نسائهم تحت تأثير الإغراء أو الإكراه إلى الدين الإسلامي.
وبناءً على ذلك طلبت المحكمة العليا في ولاية كارناتاكا من مديرية شرطة الولاية البحث حول إدعاءات والد فتاة هندوسية تبلغ الثامنة عشرة من العمر كانت قد تزوجت من شاب مسلم يبلغ الرابعة والعشرين من العمر من ولاية كيرلا، فأكد المدير العام للشرطة في ولاية كارناتاكا بعدم وجود دليل دامغ على هذه الإدعاءات، كما حدث في نفس العام أن طلبت المحكمة العليا في ولاية كيرلا من مديرية شرطتها البحث في ادعاءات مماثلة، والتي أعلنت في عام 2012 بكل حسم أن كل الإدعاءات التي تدور حول "جهاد الحب" لا أساس لها من الصحة.
التوتر بسبب "جهاد الحب"
عدة حوادث أثارت الاهتمام الوطني حول "جهاد الحب" خلال الأشهر الماضية:
- قامت إحدى أكبر شركات المجوهرات الهندية وهي شركة "تانيشك - Tanishq" والتي تتبع "مجموعة تاتا - TATA Group" إحدى أكبر المجموعات التجارية والصناعية الخاصة في الهند، بإعلان عرض على القنوات التلفزيونية تظهر فيه زوجة هندوسية تحتفل مع عائلة زوجها المسلم بقرب ولادة طفلها، مما أثار الهندوس المحافظين باتهام الشركة بترويج "جهاد الحب" فقامت بالاعتذار وسحب إعلانها.
- جريمة قتل لفتاة هندوسية تبلغ من العمر الواحد والعشرين عاماً على يد رجل مسلم، حيث أطلق عليها الرصاص لعدم خضوعها لرغبته بالزواج منه، فقامت مسيرات احتجاجية تقدمتها عائلة الفتاة وزملائها في الجامعة.
- مقتل شاب مسلم يدعى "أرباز أفتاب الملا" يبلغ من العمر أربعة وعشرون عاماً من مدينة "بلغاوم" التابعة لولاية "كارناتاكا" على يد هندوسيين بزعم علاقة تجمعه مع فتاة هندوسية تدعى "شويتا كومبار"، حيث أرسلت عائلتها رجلين لقتله طعناً حتى الموت.
وتعرض الكثير من الرجال المسلمين في ولاية "أُتر براديش" حاولوا الزواج من هندوسيات للسجن والضرب والإهانة، ففي الفترة بين نوفمبر 2020 وأغسطس 2021 اعتقِل 208 رجل مسلم، ولم يتم إدانة أحدهم إلى الآن.
وأكد الكثير من الباحثين والمفكرين في الهند أن هذه الإدعاءات تهدف إلى زيادة حدة التوتر بين الهندوس والمسلمين، كما انتقدت العديد من الأكاديميات اللاتي يناصرن الحركة النسائية مصطلح "جهاد الحب" واعتبرنه معادٍ للإسلام ومتحيزاً للهندوسية.