واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ في التاريخ

العديد من الحوادث التي حدثت حول العالم والتي وصفت بأنها الأعقد في التاريخ .. لكن هذه الحادثة كانت بالفعل واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ في التاريخ

واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ في التاريخ
واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ في التاريخ

واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ في التاريخ

تعاطف العالم العربي مع الطفل المغربي "ريان بن خالد أورام" ذو الخمسة أعوام والذي سقط في بئر بعمق 32 متراً في محافظة شفشاون المغربية، وصار الطفل "ريان" حديث الساعة وهدف البحث الرئيسي على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، لمتابعة آخر أخباره والوقوف على الحدث لحظة بلحظة، فيما سخرت الحكومة المغربية كافة جهودها لمحاولة إنقاذ الطفل التي استمرت مدة خمسة أيام، ولكن إرادة الله كانت الغالبة، فما لبث أن أعلن الديوان الملكي المغربي وفاة الطفل "ريان"، وزاد التعاطف مع أسرة الطفل وما لبث الجميع أن توجهوا إلى الله بالدعاء له بالرحمة وأن يلهم والديه الصبر والسلوان، وكانت الأخبار متضاربة حول موعد وفاة "ريان" فهل كانت قبل الوصول إليه أم بعد، وبغض النظر عن موعد الوفاة فقد كانت عملية إنقاذ "ريان" معقدة كما وصفها رئيس الحكومة المغربية السابق "سعد الدين العثماني"، ولكن هل كانت هذه العملية هي الأعقد في التاريخ كما وصفها البعض؟

الكثير من الحوادث والكوارث التي حدثت خلال السنوات الماضية كانت شبيهة بقصة الفتى "ريان" ومنها:

"عيّاش محجوبي" في الجزائر

واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ في التاريخ

في شهر ديسمبر من العام 2018، وفي قرية أم الشمل في ولاية المسيلة الجزائرية،سقط راعي أغنام يدعى "عيّاش محجوبي" البالغ من العمر 31 عاماً في بئر ارتوازي اختلفت الروايات حول مدى عمقه ولكن قطره كان لا يتجاوز 35 سنتيمتراً، ظل عالقاً بها مدة أربعة أيام لم يفطن له أحد في اليوم الأول لسقوطه، وعلى غرار الطفل "ريان"، باشرت قوات الدفاع المدني محاولة إنقاذ الرجل، فشرعوا بالحفر حول البئر، لكن "عيّاش" لم يستطع الصمود لأكثر من أربعة أيام وتوفي بعدهم، فيما استمرت محاولات الإنقاذ مدة ستة أيام، أعلنت بعدها السلطات استحالة الوصول إليه، مما أثار الغضب الشعبي الجزائري واتهام السلطات بالتقصير، مما أدى إلى خضوع السلطات والاستمرار بالحفر لانتشال جثة "عيّاش".

استمر الحفر مدة تسعة أيام كاملة للوصول إلى جثة "عيّاش" وانتشالها بعدما أصبحت قصته قضية رأي عام وحظيت بالكثير من الاهتمام على منصات التواصل الاجتماعي حينها.

فريق كرة القدم في الكهف

واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ في التاريخ

في 23 يونيو 2018 فُقد أثر فريق "Wild Boar" لكرة القدم والذي يضم 12 صبياً تتراوح أعمارهم بين 11 و 16 عاماً ومدربهم العشريني، كان الفريق ينفقد أحد كهوف المنطقة الواقعة في تايلاند وسط المطر الغزير، وأثارت عملية اختفاءهم الرأي العام التيلاندي، وتظافرت جهود قوات البحرية التايلاندية لمحاولة العثور عليهم، وانضمت لعملية البحث فرق خبراء من الولايات المتحدة الأميركية والصين وأستراليا والمملكة المتحدة.

استمرت عملية البحث 10 أيام متواصلة إلى أن تم العثور عليهم من قِبل غواصان بريطانيان، واستمرت الجهود بعد العثور عليهم لإخراجهم من الكهف الذي بدأت تغمره المياه والتي استمرت مدة 7 أيام أخرى، إلى أن تم إخراجهم سالمين بواسطة 90 غواصاً من جنسيات مختلفة في 10 يوليو 2018 وسط تعاطف بالغ من جميع أنحاء العالم.

عمال الذهب

واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ في التاريخ

في حادثة شبيهة بما حدث للطفل "ريان" وفي الخامس من أغسطس 2010، انهار أحد مناجم الذهب والنحاس واسمه "سان جوسيه" في منطقة كوبيابو بصحراء أتاكاما في جمهورية تشيلي الواقعة في قارة أميركا الجنوبية، وأدى انهيار هذا المنجم إلى حجز 33 رجلاً عاملاً في بطن الأرض على عمق 688 متراً، وقد تمكن هؤلاء العمال من البقاء على قيد الحياة لفترة أطول من أي حادثة أو كارثة قد سبقتها أو لحقت بها.

كان عدد العمال الذين حوصروا في بطن الأرض 32 عاملاً من تشيلي وواحداً من بوليفيا، وكان أكبرهم سناً يبلغ الخامسة والستين وأصغرهم يبلغ التاسعة عشر، مكثوا في مكانهم في درجة حرارة 32 تحت الصفر وبنسبة رطوبة تفوق 90%، واسترت معاناتهم مدة 69 يوماً، بعد أن وجه الرئيس التشيلي نداءً إلى العالم للمساعدة في عملية انقاذ الرجال، والتي استنفرت العديد من الشركات والوفود حول العالم، وتم إخراج جميع العمال سالمين في 13 أكتوبر 2010 بعد الحفر لمكان وجود العمال عن طريق كبسولة معدنية مرتبطة برافعة صُممت لرفع العمال كل على حدة من عمق المنجم إلى سطح الأرض واستغرق خروج كل عامل مدة ساعة كاملة، وقد عمت الفرحة البلاد وكان في مقدمة مستقبليهم الرئيس التشيلي حينها سيبستيان بينيرا وزوجته، وتم توثيق هذه الحادثة في فيلم سينمائي بعنوان "The 33"، ويمكن اعتبار عملية الإنقاذ هذه تحديداً الأعقد في التاريخ.

"جاكوب روبرتس" في إندونيسيا

واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ في التاريخ

في جزيرة بالي في أندونيسيا، وفي يونيو 2020، سقط الشاب "جاكوب روبرتس" البريطاني الجنسية والبالغ من العمر 29 عاماً في بئر مياه بعمق أربعة أمتار أثناء الفرار من كلب طارده، وعند السقوط انكسرت ساقه ولم يستطع التحرك مدة ستة أيام، كان البئر يحوي القليل من الماء في جوفه، مما ساعد الشاب على البقاء على قيد الحياة طوال هذه الأيام الستة، وفي اليوم الأخير شاء القدر أن تأتي إحدى المواشي لتأكل من الحشائش حول هذا البئر بينما كان صاحبها يبحث عنها، فسمع "جاكوب" صوته فجعل يصرخ ويستغيث، فسمع المزارع صوته وأبلغ السلطات التي استعانت برافعة لانقاذه ورفعه من البئر، ومن ثم تم نقله إلى المستشفى.

في بطن الأرض 36 يوماً

واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ في التاريخ

في 25 ديسمبر 2016، انهار أحد مناجم الجبس في مقاطعة "شاندونغ" في شرق الصين، كان بداخل المنجم حينها 17 عاملاً، وهرعت فرق الإنقاذ والطواريء لمحاولة إنقاذ الرجال، وبعد عدة أسابيع وفي 29 يناير 2017 تم إخراج 4 عمال على قيد الحياة وعامل متوفى، ولم يتم معرفة مصير الباقين، وقد شارك في عملية الإنقاذ أكثر من 400 رجل، وبعد الحادثة بعدة أيام انتحر رئيس مجلس إدارة الشركة "ما كوغوبو" ن طريق إلقاء نفسه في المنجم.