الراحة .. سبعة أشكال يحتاجها كل البشر

للراحة سبعة أشكال يجب التركيز بها ومحاولة توفيرها جميعاً للحصول على الراحة الفعلية، ونقص أي منها لا يعني الحصول على الراحة بشكل كامل، فجميعها تشكل المفهوم الكامل لكلمة الراحة.

الراحة .. سبعة أشكال يحتاجها كل البشر
الراحة .. سبعة أشكال يحتاجها كل البشر

الراحة .. سبعة أشكال يحتاجها كل البشر

لكل منا نظرته الخاصة لمفهوم الراحة، فمن الممكن أن تكون نظرتنا للراحة عند شخص ما ونصفه بأنه "مرتاح" نتيجة توفر شيء ما عنده وعدم وجوده عندنا، فقد ننظر على أن صاحب المال يشعر بالراحة لأنه يستطيع أن يشتري كل شيء بينما لا يستطيع غيره ذلك، أو أن شخص ما ينام لساعات أطول من شخص آخر يستيقظ مبكراً للذهاب للعمل أو الدراسة، هذه أمثلة من نظرة بعضنا البعض لمفهوم الراحة.

ولكن هل هذه هي النظرة الصحيحة والمفهوم الحقيقي لمعنى الراحة؟، وهل الراحة تكون بوجود المال أو طول ساعات النوم أو إنجاز أعمال خفيفة بينما هناك من يقوم بأعمال شاقة؟، لكل نظرة من هذه الأمور، نجد أنه قد تحقق نوعاً واحداً من الراحة، فالذي ينام طويلاً ربما قد يحقق الراحة الجسدية، ولكن هل يمتلك الراحة النفسية مثلاً؟

للراحة سبعة أشكال يجب التركيز بها ومحاولة توفيرها جميعاً للحصول على الراحة الفعلية، ونقص أي منها لا يعني الحصول على الراحة بشكل كامل، فجميعها تشكل المفهوم الكامل لكلمة الراحة، وتأتي أشكال الراحة كما يلي:
  • الراحة الجسدية (Physical Rest)

هي أول أشكال الراحة، وهي أكثر ما يشاع عند الناس حول مفهوم الراحة، وعادة ما تكون هذه الراحة بالنوم وزيادة عدد ساعاته، أو بقضاء يوم جميل في نزهة أو رحلة، وهذا يعني عدم بذل أي مجهود زائد أو إضافي، بالتالي يجب إعطاء الجسد وقتاً للراحة بعد الجهد لصعود أول درجات الشعور بالراحة.

الراحة .. سبعة أشكال يحتاجها كل البشر

  • الراحة الذهنية أو العقلية (Mental Rest)

عند توفر الراحة الجسدية يجب أن نصعد إلى الدرجة الثانية للشعور بالراحة وهي الراحة العقلية أو الذهنية، وتعني محاولة تخصيص وقت ما لتصفية الذهن وترتيب الأفكار ومعالجة المعلومات، فنجد مثلً أن شخصاً ما نام ساعات طويلة ولكنه قد استيقظ متوتراً وعصبياً، وهذا يعني أنه لم يرح عقله طوال فترة نومه وما زال يفكر في موضوع ما أو حدث تعرض له أو لامتحان مقبل عليه، مما شكل عنده ضغط للدماغ وتراكم الأفكار والمعلومات، لذلك يجب محاولة عدم إجهاد العقل وتصفية الذهن وترتيب الأفكار ومعالجة المعلومات للوصول إلى الراحة العقلية أو الذهنية.

  • الراحة الروحية (Spiritual Rest)

لا يعني مفهوم الراحة الروحية بالمطلق الارتباط الديني ودرجة الإيمان، فالنظرة المتفحصة لهذا المفهوم توصل إلى أن الراحة الروحية هي فلسفة نفسية أكثر منها ارتباط ديني، فتمني الخير للناس، ومحاولة خلق معنى للحياة واستخلاص العبر من حياة الآخرين والشعور بالانتماء والرضا والقبول والإحساس بالوفاء، كل هذه أفعال تصب في مفهوم الراحة الروحانية، فعند عدم الوصول لهذه الفلسفة النفسية والتعمق بها سيكون هناك شعوراً بالإرهاق.

  • الراحة العاطفية (Emotional Rest)

عند الوصول إلى درجة الإنهاك العاطفي فلا يمكن استجماع القوى كما كان الحال سابقاً، سيكون الإنسان في هذه الحالة عصبياً لأتفه الأمور، ومتصلاً بالبكاء بشكل أسرع وأقوى، وهنا يجب التوقف واستجمتع القوى والتفكير فيما وصل به الحال.

فعند التردد من إسداء خدمة لصديق مقرب جداً لا يتفانى في الخدمة، فهذا يعني الإرهاق العاطفي، والذي يتوجب الشجاعة ومواجهة النفس بالقدرة، وتخفيف السرعة عند المنعطفات العاطفية، والتعامل مع المشاعر العاطفية بعيداً عن الآخرين لعدم الوصول إلى التردد أو التقصير في ما يتوجب عليك فعله تجاههم، فاإنسان من يتحكم بمدى سعادته أو يأسه.

الراحة .. سبعة أشكال يحتاجها كل البشر

  • الراحة الإبداعية (Creative Rest)

وهذا الشكل يرتبط بعيداً بالراحة العقلية، فالإنسان يبدع عندما ينظر للأمور بمنظور مختلف عما كان يراه، فعند خطور فكرة في البال يجب الاسترخاء والتفكير ملياً بنتائجها، وعدم التوجه بسرعة لتطبيقها، فلا يمكن الإبداع طالما لم نستجمع القوى ومواجهة العواقب التي قد تصادفنا في سبيل تحقيقه، وعادةً ما يضيع الإبداع عند التردد، لذا فالتفكير قبل التطبيق خطوة بخطوة يجعل الإنسان يصل إلى الراحة الإبداعية.

  • الراحة الحسّية أو النفسية (Sensory Rest)

تشبه إلى حد ما الراحة الجسدية، ولكنها تختلف في الإحساس بالأصوات والروائح والمشاهد والنكهات وغيرها، فهي تعتمد بشكل أكبر على الحواس الخمس، فمشاهدة المناظر القبيحة وسماع الأصوات المزعجة وشم الروائح الكريهة تجعل من الإنسان مرهقٌ حسياً.

ولتجاوز هذا الإرهاق يجب الجلوس في مكان هاديء كلياً وأخذ أنفاساً عميقة، أو محاولة النزول إلى حمام السباحة أو ملىء حوض الحمام والاسترخاء به، سيكون بهذا من السهل الوصول إلى الراحة الحسية.

الراحة .. سبعة أشكال يحتاجها كل البشر

  • الراحة الاجتماعية (Social Rest)

عند عدم الراحة العاطفية يكون الشخص غير مرتاح اجتماعياً، فالعلاقة بالنفس هي أهم وأطول وأقوى العلاقات، يجب عدم إهمال النفس أو الضغط عليها أو الهروب منها، ويجب الابتعاد عن الجلسات التي تكثر بها الثرثرة، ومحاولة تغذية النفس بكتاب شيق أو التأمل، الراحة الاجتماعية مهمة جداً للتواصل والتقرب من النفس دون إزعاج أو تأثير أو تشتيت.

في كل ما سبق نرى أن أشكال هذه الراحة متصلة ببعضها البعض وللوصول إلى الراحة بمعناها الكامل يجب تحقيق أكبر عدد من هذه الأشكال السابقة، وعدم مقارنة حياتنا بحياة غيرنا، فلكل منا متاعبه وارهاقه، ولكننا لا ننظر إلا فيما يهمنا النظر إليه، وهذا سيجعلنا سنصل إلى الراحة الكاملة في يوم ما، فاللهم أنعم علينا بالراحة بكافة أشكالها.